الاثنين، 8 نوفمبر 2010

إعدام قلب ميت



داخل قاعة محكمة الحياة

امتلأت القاعة بالمشاعر الملتهبة

الصف الأيمن لم يعد به مكان واحد

وكذلك الصف الأيسر

وداخل قفص الاتهام

قلــــب

ربما يكون جاني

وربما هو المجني عليه

فان كان هذا او ذاك فالجريمة لم تحدد بعد


وهذه القضية الجديدة من نوعها

فهي ليست كسابقتها من القضايا

واستثناءً من القاعدة العامة

لا يجوز أن يكون لهذا القلب المتهم دفاع

وليس بها نقض ولا يجوز لها الاستئناف

فحكم القاضي ساري من وقت النطق به

فهذا هو القضاء......!!

ومن يقوى على معارضة قضاء محكمة الحياة؟؟!!

وهذا القلب في نظر القاضي ارتكب أبشع الجرائم

بدأت الجريمة منذ محاولته تذوق المدعو (( الحب ))

واستمرت جريمته عندما قبل أن يفتح بابه لمن كان أول دقة له

أسقى حبيبه من كأس حبه الدافئ

كان مأكله ومشربه هو هواء العشق الذي أكنه للحبيب

وتمادى القلب في ارتكاب الجرائم في هذه الصور

حتى وصل الى اكبر الجرائم 

وهي

ان القلب الذي أحبه لم يقدر هذا الحب

ودون إعلان مسبق غادره .... ورحل

فهذه هي الجريمة التي ارتكبها ذاك القلب

وفي نظر القضاء هو المذنب


الحضور منتظر سماع الحكم

الكل يسأل بماذا سيحكم القاضي ؟؟!

النفي أم العزل أم الغرامة...؟؟!!

ووسط زحام الكلام ودماء القلب

دخل الحاجب وبصوت قاسي قال

محكمـــــــة 

وقف جميع الحضور في صمت

يترقبون دخول القضاة

يحاولون استخلاص الحكم من وجوههم المبهمة

التي ظهرت عليها تجاعيد القسوة

جلس القضاة ... ثم تتبعهم الحضور

وبدأ القاضي في الكلام قائلا :

انت تعلم جيدا أن الحب محرم عليك

وان استخدامك لوظيفة الحب جريمة في حق حاملك

وأنت بهذا قتلت حاملك

وأنت على يقين تام بأن عقوبة القتل الإعدام

لذا قررنا الحكم على هذا القلب

بالإعدام

وما أن نطق القاضي بحكمه تساقطت الدموع كالأمطار


القلب وهو يجاهد نزيفه

سيدي القاضي ...

اعلم انه ليس من حقي الكلام

ولا الاعتراض على حكم الإعدام

لكن اسمح لي سيدي

أن أوضح لك نقطة هامة

اعتقد إنها لم توجد في أدلة الاتهام

سيدي القاضي

إن القلب الذي حكمت عليه بالإعدام

هو بالفعل

قلب ميت

قتله الحبيب باسم الحب

فلتصحح منطوق حكمك

ليكن

إعدام قلب ميت 





الأحد، 7 نوفمبر 2010

تاريخ الصلاحية .. انتهى



ليس بالضرورة أن يعاملوُك مُعاملة  البضائِع  فـ يختموا على ظهرك
" تاريخ انتهائك وصلاحيتك لديهُم " !
فقد لا يتسع وقتهم لـ  احترامك ومنحك  أهمية البضائع  !

لكِن ..


هُنالِك مؤشرات تصدر منهُم  إليكْ ..
تؤكِد أن أمرك لديهُم قد انتهى ..


المُؤشِر الأول





أن يكونوا أول اهتماماتك  أنت  ..
وتكُون آخر الاهتمامات لديهُم ..

أن تُناديهُم عِند اختناقك  ..
فلا يجيب صوتك .. سوى صوتك ! ..


أن تحرص على اختراع  الفرح  من اجلهُم ..
ويحرصون على اختراع  الحزن من أجلك ..


أن تعلمهُم : الفرح  والكبرياء  والشموخ ..
ويعلموك : البكاء  والذلْ  والانكسار !


أن يتناولوا  لحمك  مع أعدائك في غيابك بـ  شهيّة ! ..
فلا يردعهُم   إحساس   ولا تمنعُهم (عِشره) ..

المؤشر الثاني




أن ينتهكُوا  سِر حكاية جميلة .. كُنت نصفهُم الآخر بِهآ ..

أن يدركوا إن صوتهُم كـ  الماء إليك ..
ويتعمدون أن يقتلوك ( عطشاً ) !


أن تمرّ مناسباتهُم الخاصة بـ  فرح  الطفولة  ..
وتمر مناسباتك الخاصة - مرور الكِرآم - ! ..


أن تنام رسائلك الهامة في بريدهُم ..
حتى تختنِق بـ غِبار الهجر والإهمال  ..

أن يتعمدون  سرد .. أنبآء حكاياتهُم الجديدة ..
ويكثروا مِن  سرد  التفاصيل  عليكْ ..


أن يتباهوُا بـ  جنونِك ! بهُم ..
ثُم يبصقوا في ظهرك بمِقدار ما ابتسموا في وجهِك !


المُؤشِر الثالث




أن تُرسل لهُم  رسالة  مُتحدياً  كبريائِك ! ..
فيتأخر الرد .. وقد لا يصل أبداً.. !

أن لا تتحدّث مع الآخرين  إلاّ  عنهُم ..
وأن يتحدثوا مع الآخرين عن كُل الأشياء  إلاّ  ( أنت ) !


أن تحدثُهم عن الحُب .. والحِلم .. والخيال ..
ويحدثونك عن الواقع .. والنصيب ..


أن تشرح لهُم عذابك في غيابهِم ..
ويشرحوا لك مُغامراتهُم في غيابك !


أن تحفظ غيابهُم .. وينتهكوا غيآبك ! ..
أن  تصون  كرآمتهُم .. ويهدروا كرآمتك ..


 أن.. لا يُعادلهُم لديكَ شيء ! ..
ويفُوقك لديهُم .. كُلْ شيء .. !





إنهـض



بعد فترة ستدرك الفارق الدقيق بين الإمساك بيد و تقييد روح 
ستدرك أن الحب لا يعني مجرد الميل 
و الصحبة لا تعني الأمان 
و الكلمات ليست عقوداً 
و الهدايا ليست وعوداً 
و ستبدأ في تقبل هزائمك برأس مرفوع و عينين مفتوحتين 
و صلابة تليق برجل و ليس بحزن الأطفال 
و ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً على أرضية اليوم لأن أرضية الغد غير مستقرة ... تماماً كبناء خططك عليها 
و ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعة الشمس قد تحرق 
إذا تعرضت لها طويلاً 
و لذلك عليك بزرع حديقتك و تزيين روحك 
بدلاً من أن تنتظر من شخصٍ آخر أن يأتي إليك بالورود 
و ستعرف أن بإمكانك حفاً أن تتحمل 
و أنك بحق أقوى 
و أنك بحق شخص ذو قيمة 
و ستعرف و تعرف 
فمع كل وداع ستتعلم





السبت، 6 نوفمبر 2010

أعـــز صــديق



قابلت اليوم صديقاً جديداً و عظيماً عرفني في الحال 
ومن الغريب أنه فهم كل ما قلته 
لقد استمع إلى مشاكلي و استمع إلى أحلامي 
و تحدثنا معاً عن الحب و الحياة 
و شعرت بأنه يقف إلى جواري أيضاً 
و لم أشعر بأنه يسيطر على شخصيتي 
فلقد كان يعرف ما أشعر به تماماً 
.
و بدا أنه يقبلني كما أنا 
و يقبل كل المشاكل التي أعاني منها 
فهو صديق لم يقاطعني في حديثي 
ولم يحتج إلى تعقيب كل ما كان يفعله هو أن يستمع إلي باهتمام دون أن يتحول ذهنه عني 
و أردت منه أن يعرف كم أقدر له هذا 
و لكن عندما ذهبت لأعانقه روعني شيء ما 
فقد مددت ذراعي 
و ذهبت لأحتضنه 
عندها أدركت أن صديقي الجديد لم يكن سوى المرآة

فهل تستطيع أن تكون مرآةً لغيرك ؟