من أنا
لا أعرف من أنا لكني أعرف سنيني التي تجاوزت الأربعين
لا أعرف من أنا لكني أعرف سنيني التي تجاوزت الأربعين
أعرف أني وردة في شجرة تعيش بعض الأيام بحنين
ثم تموت ولا يبقى منها سوى ذكريات السنين
أعرف أني إنسان له وجه وكيان له قلب وعينين
له شوق وحنان له ذكرى حلو اللسان عاشق حنين
بين جوانحي قلب طاهر ومع ذلك دوما خاسر حزين
أحب الخير لكل البشر أكره الحقد أمقت الغدر المبين
عندما أحزن كل شيء علي يظهر لا أجيد التخفي تحت طيات السنين
أتأثر بألم غيري حتى أعدائي تثير مدامع العينين
عندما أُجرح أقابل ذلك بحزن عميق يمزق القلب المسكين
ينطفئ من وجهي البريق و يأخذني الألم الى سرداب الوحدة حزين
لا أحمل أحبتي أي أعباء فأنا لست كباقي الرجال على الناس متكلين
من أنا
من أنا
أنا دمعة ألم أمست حيرى في صحراء العيون
أنا عاصمة البوح وعاشق الصمت أنا وصلة السكون
يومي لا شروق ولا غروب له حياتي كتاب مكنون
كياني كتلة من الأشجان ولا اعرف لمن تكون
وتسألوني من أنا
وتسألوني من أنا
كثيرا ما كنت أرى وجهي في المرأة وأسأل من أنا ومن أكون
لكني عرفت أخيرا أن المرايا قطعا" لم تخلق لتعرفني من أكون
أنا التعويذة في أفواه الأمهات وتميمة معلقة في ثياب الصغار فمن أكون
أنا
أنا
شخص لا وجود لأحد في قلبه يرقد في غسق الليل بسكون
يمضي في حلمه أحب "سيدة" دون أن يراها فهل هذا جنون
ملاك أم طيف مر على مسامع الكلام دخلت قلبه المكنون
على سير العتب في عتمة الليل أصبح في الحب مجنون
يغني لها ليلا" ويعزف لها وتر عن حكايات العاشقون
قالت له أربعة حروف أحبك وقالت له هذا جنون
قال الحب عشرة أحرف ( أحبك. أعشقك ) تسعة أيها السامعون
قال لها تمامها قسم الشهادة أني أحبك ومن حبك لا أخون
فهل عرفتم من أنا
فهل عرفتم من أنا
يا سادتي
ما أنا
ألا
عاشق مجنون
لا أعرف لي أسم ولا عنوان ولا هوية هل هو وهم وجنون
فعالمي لا حدود له أعيش أسيرا في مملكة العيون
الله عندما عرفت أني أسير عينيها كم أحببت السجون
اختارت لي أسم فأصبح أسم و عنوان و هوية وبعينيها مدفون
أسمتني فأحببت الأسماء وأرجعتني الى بلدي أرئيتم أي قلب حنون
سمتني على أسم وطن ولدت به ومن أسسه السابقون
عزيز عليها صرت لها الرمش من الجفون
هذا الآن أسمي فهل تعرفون
أنا هي و هي أنا وهذا هو ما سنكون