من ركل القطة ؟!
قبل أن تجيب على السؤال .. اسمع القصة كاملة ..
كان يعمل سكرتيراً لمدير سيء الأخلاق ..لا يطبق مهارة واحدة من مهارات التعامل مع الناس ..
كان هذا المدير يراكم الأعمال على نفسه .. ويحملها ما لا تطيق ..
صاح بسكرتيره يوماً .. فدخل ووقف بين يديه ..
قال : سَمْ .. تفضل ؟
صرخ به : اتصلت بهاتف مكتبك .. ولم ترد ..
قال : كنت في المكتب المجاور .. آسف ..
قال بضجر : كل مرة آسف .. آسف .. خذ هذه الأوراق .. ناولها لرئيس قسم الصيانة .. وعد بسرعة ..
مضى متضجراً .. وألقاها على مكتب رئيس قسم الصيانة .. وقال : لا تؤخرها علينا ..
قال : طيب ضعها بأسلوب مناسب ..
قال : مناسب .. غير مناسب .. المهم خلصها بسرعة ..
تشاتما .. حتى ارتفعت أصواتهما ..
ومضى السكرتير إلى مكتبه ..
بعد ساعتين أقبل أحد الموظفين الصغار في الصيانة إلى رئيسه وقال :
سأذهب لأخذ أولادي من المدرسة وأعود..
صرخ الرئيس : وأنت كل يوم تخرج ..
قال : هذا حالي من عشر سنوات .. أول مرة تعترض عليَّ ..
قال : أنت ما يصلح معك إلا العين الحمراء .. ارجع لمكتبك ..
مضى المسكين إلى مكتبه .. وتولى أحد المدرسين إيصالهم .. لما طال وقوفهم في الشمس ..
عاد هذا الموظف إلى بيته غاضباً .. فأقبل إليه ولده الصغير معه لعبة .. وقال :
بابا .. هذه أعطانيها المدرس لأنني ..
صاح به الأب : اذهب لأمك .. ودفعه بيده ..
مضى الطفل باكياً .. فأقبلت إليه قطته الجميلة تتمسح برجليه كالعادة .. فركلها برجله فضربت بالجدار ..
السؤال : من ركل القطة ؟
أظنك .. تبتسم .. وتقول : المدير ..
صحيح المدير ..
لماذا لا نتعلم فنَّ توزيع الأدوار ..
والأشياء التي لا نقدر عليها نقول بكل شجاعة .. هذه ليست في أيدينا .. لا نقدر ..
خاصة أن تصرفاتك قد يتعدى ضررها إلى أقوام لم يكونوا طرفاً في المشكلة أصلاً ..
وانتبه أن يستثيرك الآخرون .. ويحرجونك فتضطر لوعود .. قد لا تستطيع تنفيذها ..
نعم .. لا تلتزم إلا بما تثق أنه يمكنك الوفاء به .. بعون الله ..
....
قام صلى الله عليه وسلم مرة خطيباً في الناس .. فتكلم عن الآخرة وأحوالها .. ثم صاح قائلاً :
يا فاطمة بنت محمد .. سليني من مالي ما شئت .. فإني لا أغني عنك من الله شيئاً ..
وأخيراً ..
مع التأكيد على أهمية عدم الالتزام بالشيء إلا وأنت قادر عليه ..
إلا أنه ينبغي عند الاعتذار أن نستعمل أسلوباً ذكياً ..
فمثلاً : جاء إليك لتبحث لأخيه عن وظيفة .. لأن أباك مسئول كبير .. أو أخاك .. أو أنت ..
فاعتذر بأسلوب يحفظ ماء وجهه ويجعله يشعر أنك تشاركه الهم .. قل – مثلاً - :
يا فلان .. أنا أشعر بمعاناتك .. وأخوك أعتبره أخي .. ولئن كان إخواني خمسة فهو السادس ..
لكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن .. فاعذرني .. وأسأل الله أن يوفق أخاك ..
مع بتسامة لطيفة .. وتعبيرات وجه مناسبة ..
فكأنك بهذا الرد الجميل قضيت له ما يريد .. أليس كذلك ..؟
وجة نظر ..
كن صريحاً مع نفسك .. جريئاً مع الناس .. واعرف قدراتك والتزم بحدودها
مع الشكر للدكتور محمد العريفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق