الأحد، 19 ديسمبر 2010

قهوتي ... حياتي ! !


فاتحــــة



يُقال ..
أنّ حُب القهوَة يُمثل 
الرومَانسِيَة و المزاجيَة لدَى عُشاقِهَا




كنتُ مقتنع تماماً بذلك
إلَى أن سَمِعت مَعلومَة 
مِن أحَد أحفاد أفلاطون المعاصرين يقول : 
بل إنها تمثل التشاؤم و السلبية و الميل للنقد 

طبعاً حفيد أفلاطون 
ليس أحد علماء النفس 
و لا أحد فلاسفة الإغريق 
هو مجرد 
[ ذرة ملح على فنجان قهوة ]




كل ما خطر بذهني هذا المساء 
و أنا أحرك كوب
 القهوة بين أناملي الباردة
هو
 
كيف ستكون حياتنا
 
لو أننا نتعامل مع مشكلاتنا الحياتية و كأنها ..

[ ذرات ملح على فنجان قهوتنا اللذيذة ] ؟

هل سندع تلك الذرات البشعة 
تسرق منا لذة كوب كامل من
 القهوة السكرية الساخنة ؟!




نقد لاذع

:

خيبات أمل

:

خيانة

:

إحباط

:

حرمان

:

سقوط مرير

:

فشل

:

إكتئاب

:

إرهاق

:

ظلم

:

.. ثم .. 

كفى

كفى

كفى 





لست ممن عاشوا قروناً على هذه الأرض
لكن
 
سنيني القليلة المضطربة
 
في

[ قاع كوب من القهوة الساخنة ]



علمتني
أنني حين أنصهر في دوامة الحزن
فإني لا أحرق إلا نفسي
و كل ما يحرقني
يظل عابثاً
 
بكياني .. بوجودي

ينهشني كما تنهش النار الهشيم
بلا أي رادع يوقف هذا الجنون

!




علمتني
أن أستلذ حتى 
[ بذرات الملح على أطراف كوبي ]

لأنها تمنح القهوة .. لذة أخرى .. مختلفة !
لذة التحدي 
و الانتصار على الذات
 
= قبل و بعد كل شيء =

!



علمتني
أن أدير أذناً صمّاء لألسنة تسعى لابتلاعي
عن طريق
 
النقد الغير مبرر لـ أفكار و مشاعر تختصني لوحدي
 

لا تفيد و لا تضر شخصاً غيري

!




علمتني
أن أفتح أعيناً عمياء على وجوه لا تعرفني

إلا كـ هوية منسوخة عن إنتماء لـ ...
جنسية .. أو دين .. أو مذهب .. أو عِرق

!






علمتني
أن أضحك إلى الحد الذي يتهمونني فيه بالجنوٍٍن 
في الوقت الذي ينتظرون فيه
 
تهاطل دموعي على مناديلهم

!



و كل ما علمتني إيـــاه 
تلك الحبات المتناثرة على طرف كوب القهوة

يتلخص في اللا - مبالاة -
بما كان أو سيكون

و - المبالاة -
بما هو [ كائن ] و [ حاضر ]
 
في هذه اللحظة بالتحديد دون غيرها




التركيز على ملاعق السكّر الذائبة في القهوة الشهية
و ليس على بضع حبيبات من الملح على طرف الكوب

!


أخذ الأمور على أنها في منتهى السخف و البساطة 
يحل أكثر المشكلات تعقيداً
 
دون أن يكلفنا ذلك أدنى جهد





لا يوجد شيء في الوجود 
يضاهي الشعور بلذة السعاااااااادة
 
أما باقي الأشياء
 
فـ كلها مجرد [ وسائل ]
 
خلقت على الأرض لـ أجل سعادتنا

!


التعامل مع الأشخاص 
على أنهم مجرد وريقات متطايرة في طريق العمر

[ مهما كانوا بالنسبة لنا ]


هذه النظرة تجعل منهم و من مشكلاتهم
ذرات ملح مضحكة
لا تغيرّ من عذوبة طعم الحياة

!




لم يولد شخص في الوجود ليكون جزءاً من شخصٍ آخر
فكلنا ولدنا منفردين
و سنموت منفردين
و البشر كلهم من حولنا

[ رفقة غربة ]
لا أكثر
!



خــــاتمة




بدلأً من التذمر من خشونة ذرة ملح
لنستطعم عذوبة ملعقة من السكر!








هناك تعليق واحد:

  1. بدلأً من التذمر من خشونة ذرة ملح
    لنستطعم عذوبة ملعقة من السكر!
    صباحك احلى من السكر

    ردحذف