الأحد، 11 نوفمبر 2012

خلوة المكان ومرارة الغياب !!!







  
لماذا ..؟ لا يكون المكان خالي ......
وكيف لا نتجرع مرارة الغياب

هناك من هو بالنسبة لك يكون العالم بأسره
لا وجود لغيره وإن وجد...
إذا كانت المرايا هي لصوص الوجوه ...........
فإن الغياب هو سارق الفرح من القلوب ؛؛؛؛؛؛؛
لأنه يجعل الروح تحلق وحيدة على أطراف حلم لا ملامح له ......
بعيداً عن مرافئ الحنان والأمان!!


وفي الغياب يجتاحنا سؤال مخيف :
ما قيمة الحب إذا ضاع العمر في الانتظار ؟؟؟؟
ولماذا يباغتنا الغياب دوماً من باب كان مهيأ للحضور ..!!
في الغياب تقرأ جرحك بتأني وعمق وتشعر أنك بحاجة
إلى أن تعيد اكتشاف نفسك من جديد ،
وترتيب أوراق روحك المبعثرة ..............
وربما أيضا اكتشاف الوجه الآخر الحقيقي لمن تحب وربما أيضا الوجه الآخر للغياب حينما تشعر أن في صدرك أماني ذبحها الغياب .
في الغياب نرى من نحب بصورة أوضح ونحس بمدى أثرهم وتأثيرهم بشكل أدق ..
ففي الغياب تكبر محبتنا لهم وتصغر محبتنا لأنفسنا !!
إن الغياب هو أعظم قوة لمن نحب ، لأنه يصبغ علية صفات الجمال و الكمال ، وكأنه كائن خرافي وأسطوري
فنتوهم في غيابه أن لديه تلك المقدرة على تغيير كل الأشياء والأحاسيس بمجرد حضورهم..!!



في الغياب تتسع خارطة الشوق في جغرافية الروح ؛
وتضيق مساحة العتاب والخصام ..
لأننا نعرف جيداً طعم بكاء الأشياء التي يخلفها الغياب ..
ونرى كيف أن الحزن فيه يصفد أبواب الحلم !!
في الغياب نقرأ دفاتر الذكريات لوحدنا ونزينها بألوان الحنين الزاهية ونرسم على السطور بعضاً من علامات الاستفهام والتعجب والفواصل ..
ونتردد ونحن نضع نقطة في آخر السطر لأننا نخشى أن تكون هذه النقطة الأخيرة .......
هي نقطة الوداع والفراق الأخير !!
والغياب أحياناً يكون جمرة يتقد بها الحب وأحياناً يكون فرصة لأن يهدأ هذا الجمر المشتعل ثم ينطفئ ويترمد ......
ليصبح مع الزمن مجرد ذكرى لحب كان مهيأ أن
يكون نار تضئ القلب وتشعل شموع الوجد !!

في الغياب نكتشف أحياناً أنه لم يتغير شيء سوى
أننا لم نعد نحس بشيء...
ولم تعد لدينا القدرة على الاستمتاع بأي شيء ..
حتى السفر الذي نحبه نراه رحلة جديدة في درب الغربة والاغتراب .
في الغياب نكون دائماً مع الآخرين لكننا نشعر بأننا لوحدنا بصحبة حزننا وجرحنا !!
وكما أن الأشجار تموت ولكن واقفة ......
فإن بعض مشاعر الحب تموت في الغياب
ولكن ..... بكبرياء !!

في الغياب نرى دوماً الشوق والحنين وجهين لعملة واحدة ،
الشوق لما هو آتي ، والحنين لما مضى .....
وكلاهما طعمه شديد المرارة والحموضة والملوحة !!
في الغياب ....
يبقى القلب مشرعاً بيارق من خوف وأمل ورجاء ......
تنتظر من يأتي وربما لا يأتي !!

لكن ثقتنا بمن نحب تبقينا دائماً على رصيف الانتظار
لآخر لحظة من العمر .. دائماً لا نردد سوى عبارة واحدة
( حتماً أنه سوف يعود من ذلك الغياب )
وإن كان الغياب( قضاء وقدر) لا نستطيع إلا أن نقول إلا.........

 






هناك 4 تعليقات:

  1. لكن ثقتنا بمن نحب تبقينا دائماً على رصيف الانتظار
    لآخر لحظة من العمر .. دائماً لا نردد سوى عبارة واحدة
    ( حتماً أنه سوف يعود من ذلك الغياب )
    وإن كان الغياب( قضاء وقدر) لا نستطيع إلا أن نقول إلا

    ردحذف
    الردود
    1. هناك من هو بالنسبة لك يكون العالم بأسره
      لا وجود لغيره وإن وجد...
      إذا كانت المرايا هي لصوص الوجوه

      حذف
  2. رائعه جداااااااااااااااااا وكانها لامست ما اشعر به زيادوووووو

    ردحذف
  3. راااااااااائعه زيادوووو بالرغم من مر ارة الغياب عمن نحب لكنه يبقى الامل الذي نحيا عليه وبه انه حتما هناك نهاية لهذا العياب وربما تلتقي تلك القلوب التي احبت بصمت

    ردحذف