عادت بعد غياب

في ذلك اليوم كنت على شاطئ البحر

حيث الموج الثائر

أتأمل صفعاته

بصمت مميت .. بصمت رهيب

لا يحركه سوى ضوضاء السيارات القادمة من كل مكان

تغتال صمت البحر الرائع .

لكني رغم هذا كنت منسجما مع هدوء البحر

تاركا ورائي كل ما يقلق الصمت بداخلي ..

كذلك الدنيا أنصت لها بكل قواي

ولا يدهشني ما يحدث من حولي لإخفاء صوت

الدنيا وهي تناديني !! ..

وأبقى أقول بكل إصرار الأطفال المعهود
أحبك حيث وجدت وحيث أنا فما زالت
قافلتي تسير وتأتين نحوي بكل قواك
ما يزال يا حلوتي الطريق طويل والظروف صعبة
لكن حاولي فأنا بانتظارك ولن أقبل بأن تتراجعي
تقدمي تقدمي فمازال للرجوع شاطئ نرسوا عليه جميعا

صغيرتي الجميلة عروس البحر الثائر دوما
ألا تذكرين مروري بذلك الشارع
بتلك المحطة (محطة اللقاء)
وتبقى شمس الماضي تُنير ما كان يدور في أحضانه ..!!

يا عروس البحر المثير للاستغراب والذهول
يا من تعبت حروفي منالنداء عليها
ويا من أسقطت أوراقي
في خريف لقائي في خريف الحنين إليها ..!!

بقيت صامتا عل السكوت يبعثر
ما كان يدور في أحضان الكلام
بقيت أبحر مع بحارة الأيام
فلعل الأيام تسلط نورها على قدري الغامض
وعلى أمواج بحري الصامت في كل زمان ..!!

لماذا أبكي رحيلك ولم ترحلي يوما عني؟
وأبكي مجيئك ولم تأتي يوما إلي ..!!
لماذا ينساني القمر؟
ولماذا لا تذكرني الشمس؟
لماذا صار عمري كصحراء يابسة؟
لا تعرف معنى هطول المطر
ولا طلوع القمر ..!!

لماذا تبكي عيوني
دونما أحد يشاركني في مواساتي
وكنت من السباقين كي أواسي دموع الناس
لماذا أسأل ولا أجاب
وأشعر ولا أثاب
وأحن ولا وداد
ماذا بقي في حياتي
كي أقضيه بالتعب وبالسهاد ..!!

وفجأة ومن دون سابق إنذار
تخرج في صحرائي القاحلة
وردة تدعى .... !!
هي ذاتها من كانت تلتقيني
عند شاطئ البحر
لتذكرني بأيام الحنان والأمان
وهي ذاتها من كانت تستمع لصمتي
ولا تخبر أحداً بما يدور بالحسبان ..

تقول لي إهدأ
فقد سمعت النداء
لكن ابق على وعدك
وأنا قادمة إليك
وقافلتي تسير نحوك
أجوب البحار لألقاك
أنا من أسمعك
وأنا من أجيب
وأنا من أحن إليك فلا تقلق
فطلبك في الحال يجاب !!

ابتسمت قليلا
وقلت لقد دارت الأيام يا صغيرتي
وما تزالين أنت وما تزال الضحكة تنير وجنتيك
والدمع لا يعرف طريقا إليك ..!!

ياااااااااااااه
ما أجمل اللحظات
وما أجمل الثواني
فكل لحظة في الحياة جميلة
وكل ثانية في العمر حياة
لكل جرح على الأيام دواءه
ولكل فراق للحبيب لقاء ..!!

رجعت الآن أو غدا فما أزال منتظرا
على شواطئنا
على مراسينا
التي نرسو عليها
ونبحر من خلالها
إلى أبد اللقاء ..!!