السبت، 15 مايو 2010

عشق الكتابة


الكتابة لدي.. احتماء، سياج أفرضه بيني وبين الآخرين، مساحة شاسعة أصدُرها بيني وبينهم، لا يهم إن كان الآخرون_كل الآخرين_ يكتبون أفضل مني/أكثر مني، أو أي شيء على وزن "أفعل"..ينال في النهاية مما أكتبه.

"أكتب كي يحبني أصدقائي أكثر" هكذا يقول ماركيز..

وأنا فعليا لا أكتب إلا لأجل أصدقائي، وفي أحيان أقل لأجل أعدائي، ويمكن أن نقول أنني لا أتناسى الأعدقاء في حساباتي.

يكفي أن أكتب : السيد أبو حسن يكره مورشيوس، بعدها بعشر دقائق سأتلقى رسالتين على الأقل من قراء البلوج ( هيا بنا ننظم وقفة احتجاجية أمام سفارة مورشيوس).

يكفي أن أكتب : أبو حسن يعشق مذاق الخبز النيبالي..بعدها بعشر دقائق سأتلقى رسالتين على الأقل من قراء البلوج ( أعرف مخبزا في أول الشارع الفلاني، متخصص في المخبوزات النيبالية).

(ملاحظة عابرة : كل الذين يقرأون هذا البلوج يحبونه في السر ويتواصلون معي عبر الإيميل ولا يفضلون التعليق عليه، وحتى اليوم، لي نحو سنة تقريبا أو أقل لا أفهم هذه الظاهرة الغريبة، وأتساءل متى يفصح هؤلاء العشاق السريون عن مشاعرهم).

أنا أكتب فقط حين أكون سعيدا جدا، أو حزينا جدا، في الحالتين أحس نفس الشيء المؤرق الذي لا أطيقه..لو لم أكتب الآن..سأموت احتقانا.

لا أميل للمحادثات الشفهية على مدار اليوم، أعتبر الكتابة فعلا أرقى من التعبير اللفظي ، وحين أكتب أضع أمامي هدفا واضحا جدا وصارما محددا للغاية..كي أغيره عشر مرات على الأقل.

أكتب كي أقول لخالد صديقي أني أحبه..لا لا..أني أحبه جدا..

أن عمر علاقتنا المشتركة 35 سنة وأكثر، كل تالية كانت أفضل من سابقتها فيه، أن كل معاركه ومعاركي ومعاركنا المشتركة ، كانت فقط رائعة..لأننا كنا سويا، أو بشيء من الإنصاف: لأنه كان بجواري.

أكتب كي أنام مطمئن البال صفي النفس، فلا يمكن أن أفوت فرصة اغتيال أحدهم كتابيا..هذا أفضل من أن أصفعه مباشرة (تخيل كم مرة فكرت في تكسير شاشة الكمبيوتر على رأس شخص ما في بالي، وكم مرة شرعت في خبط زميل عمل بالكيبورد، سامح الله التأني).

أرتاح حين تخرج مشاعري للملأ، أحس جسدي أكثر صفاءً ونقاءً بعد الكتابة..إي والله.

أحس إرهاقا بعد تفجير مشاعري السلبية حروفا فكلمات، لكنه إرهاق ما قبل لحظة صفاء عميق، أنام بعده كأي طفل أبيض مكلبظ تناول وجبتي سيريلاك بريئتين.

لماذا أكتب الآن؟

كي لا ألقي أحدا اليوم من شرفة الدور الذي أجلس فيه الآن.



هناك 4 تعليقات:

  1. مساء الخير عمو أبو حسن؛دائماً تتحفنا بروعة وجمال تعابيرك؛بكل صدق عمو كل كتاباتك تصل الى قلوبنا قبل العقول وأحياناً كثيره يصعب علي أيجادالكلمات المناسبه للرد على كتاباتك لذلك أكتفي بالقرأة..

    ردحذف
  2. عجبني كثير كثيييييييييييير *عشق الكتابة* روعة والله استاذ مع اني اول ما فتحت المدونة قبل حتى ما أقرأ اجاني احساس انك في قمة الحزن والله قبل ما ابدأ القراءة وحين انهيت من المدونة وجدت فعلا انه احساسي صادق اكيد كنت في قمة الغضب والحزن وهذا ما اكده لي السطر الأخير صراحة حزنت كثير كثير وفي نفس الوقت تبسمت قليلا لأنه الموقف الأخير يدل على متناقضتين جميلتين كثير
    طفولة قلبك وبرائته الطيبة وحضور قوة شخصيتك سبحان الله نادرا ما نجد شخصا يملك هذين المتناقضتين في هذا العالم ولكن هذا ليس غريب على استاذ يحتضن الجميع بقلب كبير
    صراحة ما خطر ببالي وانا اكتب أن أعيد قولتك التي نشرتها بالفيس بوك
    اذا شعرت يوماً بالأرق اخبر من حولك ممن يحبونك ولا تتردد .......لأنهم سوف يجلون عنك أرق ألّم بك دون أن تشعر........
    اتمنى من العلي القدير ان يجعل كل ايامك فرح وسعادة وحب وصدق وجمال روحي
    اسألك يا ذا الجلال والإكرام باسمك الأعظم الذي اذا دعيت به استجبت ان تبارك لنا في صحت الأستاذ ابو حسن وفرج همه وبارك في عمره واقر عينيه بذريته الصالحة وبارك في اعمارهم واجعله من سكان الفردوس الأعلى ولا تحرمنا من حسه بالدنيا ومن وجوده بيننا
    اطلت عليك ولكن كتاباتك تجدبني بطريقة ما تقبل مروري المتواضع مضمونا

    ردحذف
  3. لا تنظر الى الأوراق التي تغير لونها .. وبهتت حروفها .. وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه .. سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت .. وأن هذه الأوراق ليست اخر ما سطرت .. ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه .. ومن القى بها للرياح ..لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر .. ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً .. ونبض إنسان حملها حلماً .. واكتوى بنارها ألماً

    ردحذف
  4. حقيقة عسقك للكنابة انعكس على علاقاتك مع الاخرين وخدا الانعكاس اراه اجابيا بدليل تجاوب الجميع معها زكمت نكتب بحب ولاصدقائك فالتلقي يقراها بشغف واعجاب كبيرين والحق ان كتابانك ونا اسعدني الحظ واطلعت عليه متير وشيق من جميع النواحي فادبيا ولست ناقدة مؤهلة لانتقاد الادبي اجده حد رائع اضف الى المحنوى االانساني العميق
    وصراحة اضبحت ممن ينتضرون كتاباتك لانها حقا رووووووووووعة دام العطاء وافرا لا ينضب

    ردحذف