السبت، 21 نوفمبر 2009

الحبــــــــــان


تكثر الكتابات والقفشات التي تحمل مقارنة بين الحب في هذا الزمن والحب في الأزمان السابقة وأيهما أصدق وأنبل، وهي اما بشكل جاد ورصين يحمل سمات البحث والتحليل، واما بشكل ساخر، وغالباً هي بشكل غير محايد حيث تتجنى على الرجل اذا كتبتها امرأة، والعكس صحيح.

والمؤكد ان الحب هو الحب، لكن البشر ليسوا هم البشر قبل نصف قرن مثلاً، وطريقة التفكير والتعبير وممارسة العيش كلها عوامل تؤثر في الانفعالات والعواطف الانسانية، وتبقى استثناءات نادرة هي تشبه استثناءات اعتبرت في أزمنة غابرة طفرة أو جنوناً، وتاريخ العشق مليء لمن بحث.

ومن المواد التي تردني على البريد وأظنها غالباً منقولة من الانترنت مقارنة فيها بعض التجني والابتذال، لكن فيها بعد «التنظيف» ما يمكن التأمل فيه، حيث يعكس نظرة اجيال جديدة غالباً هي على بوابة الحب لهذه العاطفة، وجاء فيها على سبيل المثال «كان الرجل إذا أحب امرأة ضحى بالغالي والرخيص كي يتزوجها، أما اليوم إذا أحب الرجل امرأة... ضحت هي بالغالي والنفيس كي يستر عليها ولا يفضحها» والمقصود طبعاً الابتزاز، «كان الحب يوصل إلى درجة الجنون بينما الحب اليوم يوصل إلى جمس الهيئة»، وهذا ليس الحب انه مغامرات تدعى الحب، «كان الرجل إذا أحب امرأة آثر العزلة كي لا ينشغل بغيرها بينما اليوم إذا أحب الرجل امرأة تعرّف على صديقاتها»، وهذه حقيقة اعجبتني على بساطتها لأن فيها عمق اجتماعي لمشكلة ليست ظاهرة لكنها تحدث من «صنف الرجالة».

وفيها ايضاً «كانت لغة الحب بالعيون فأصبحت لغة الحب اليوم رسائل الموبايل والبلوتوث»، وهذه أشك فيها لأن العيون «قتالة» في كل زمان ومكان، «كانت المرأة يعجبها من الرجل رجولته وشجاعته وأخلاقه، بينما المرأة اليوم يعجبها من الرجل نعومته وشكله وقصة شعره ومشاركته علبة الجل وادوات المكياج»، ولا أود التعليق هنا، «كانت غيرة الرجل على المرأة مؤشراً ودليلاً واضحاً على الحب، بينما غيرته اليوم دليل رجعيته وشكه «ويبدو لي ان موضة الشك انتهت من زمان بشهادة معتمدة من مشغلين نسائيين مرخصين ومزكاة من اربع زبونات «ماشيات» على الموضة».

السؤال غير الانترنتي، وغير الصحافي والاجتماعي والعاطفي: هل يمكن ان تعود أفكار وممارسات الحب القديمة التي يتفق الجميع على «واويتها» نسبة الى كلمة «واااو»؟ ولو على سبيل إحياء الموضة، الذي غالباً ما يكون اعترافاً بالعجز عن التجديد فتتم العودة للقديم، ربما هنا يكمن الحل، ولكن بالتأكيد ليس هنا يكمن الحب.





هناك تعليقان (2):

  1. المشاعر الصادقه لايحكمها زمان ومكان والحب واحد في كل الازمان،اعتدنا نحن البشر أن نبحث دوما على شماعه نعلق عليها أخطاءنا وهفواتنا فلم نجد غير مصطلح الحب لنحمله طيش الطائشين والمستخفين ،مازال الى يومنا هذا يضحى بالغالي والرخيص .....ومازالت العيون لغه...وما أجمالها من لغه....ومازالت الانثى تبحث عن الرجوله والاخلاق....ووووو،لكن عند من يعي المعنى الحقيقي لكلمه باتت تستخدم اليوم للتعبير عن أسواء الصفات .....الحب
    قلائل هم من يحترموا معناها العميق،الحب هو الحب ولاوجود لمصطلح الحبان

    ردحذف
  2. غادة
    انت دائما راقية بردودك ولم اضيف شيئا بهذا الكلام

    اما مصطلح حبان هذا قصدت فيه الحب قديما وحديثا وليس ان هناك حبان احدهما حقيقي والآخر غير حقيقي

    ردحذف